فضل العشر الأول من ذى الحجة
تطل علينا إن شاء الله نفحات شهر ذي الحجة الذي يحمل بين طياته أفضل الأيام عند الله سبحانه وتعالي وهي الأيام العشر التي فيها يوم عرفه..وليس هناك صيام أفضل عند الله من صيام هذه الأيام
من نفحات شهر ذي الحجة
قال تعالى : (والفجر وليال عشر) أقسم الله بعظم هذه الليالي العشر من ذي الحجة وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : من صام هذه الأيام أكرمه الله بعشرة أشياء :
1 - البركة في العمر .
2 - الزيادة في المال .
3 - الحفظ في العيال .
4 - التكفير للسيئات .
5 - مضاعفة الحسنات.
6 - التسهيل في سكرات الموت .
7 - الضياء لظلمة القبر .
8 - التثقيل في الميزان يوم القيامة .
9 - النجاة من دركات النار .
10- الصعود في درجات الجنة .
وروي عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
اليوم الأول
هو الذي غفر الله فيه لآدم وهو أول يوم من ذي الحجة ، من صام ذلك اليوم غفر الله له كل ذنوبه
اليوم الثاني
وهو اليوم الذي استجاب الله فيه لدعاء سيدنا يونس عليه السلام فأخرجه من بطن الحوت ومن صام ذلك اليوم كان كمن عبد الله سنة ولم يعص له طرفه عين .
اليوم الثالث
استجاب الله فيه دعاء زكريا من صامه استجاب الله دعاؤه .
اليوم الرابع
هو اليوم الذي ولد فيه سيدنا عيسى عليه السلام ومن صامه نفى الله عنه البؤس والفقر .
اليوم الخامس
وهو الذي ولد فيه سيدنا موسى عليه السلام ومن صام ذلك اليوم نجّاه الله من عذاب القبر .
اليوم السادس
هو اليوم الذي فتح الله فيه لنبيه أبواب الخير من صامه نظر الله إليه برحمة .
اليوم السابع
هو اليوم الذي تغلق فيه أبواب جهنم فلا تفتح حتى تنتهي العشر ليالي ومن صامه أغلق الله عنه ثلاثين باباً من العسر وفتح الله عليه ثلاثين بابا من اليسر .
اليوم الثامن
وهو يوم التروية ومن صامه أعطاه الله من الأجر مالا يعلمه إلا الله .
اليوم التاسع
وهو يوم عرفة ومن صامه كان كفارة للسنة الماضية والمستقبلة وهو اليوم الذي نزلت فيه الآية الكريمة : (اليوم أكملت لكم دينكم) .
اليوم العاشر
وهو يوم الأضحى من قرب فيه قرباناً غفر الله ذنوبه .
----------------------------------------------------------------
أخرج البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام ، يعني أيام العشر ، قالوا يارسول الله : ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال : ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء )) ..
ومارواه ابن حبان عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( ما من أيام أفضل عند الله من أيام عشر ذي الحجة ، فقال رجل : يارسول الله ، هن أفضل أم عدتهن جهادا في سبيل الله ؟ قال : هو أفضل من عدتهن جهاداً في سبيل الله )) ..
وقال سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن كعب قال : اختار الله الزمان وأحب الزمان إلى الله الأشهر الحرم ، و أحب الأشهر الحرم إلى الله ذو الحجة ، وأحب ذي الحجة إلى الله العشر الأول [ لطائف المعارف 531 ] ، وقال أنس : كان يقال في أيام العشر بكل يوم ألف يوم و يوم عرفة عشرة آلاف ، قال يعني في الفضل ..
وهذه العشر من نعم الله على عباده (( فلما كان الله سبحانه وتعالى وضع في نفوس المؤمنين الشوق إلى مشاهدة بيته الحرام وليس كل أحد قادرا على مشاهدته في كل عام ، فرض على المستطيع الحج مرة واحدة في عمره ، وجعل موسم العشر مشتركا بين السائرين و القاعدين ، فمن عجز عن الحج في عام ، قدر في العشر على عمل يعمله في بيته يكون أفضل من الجهاد الذي هو أفضل من الحج )) [ الرياض النضرة 312 ] ..
ومن فضائل عشر ذي الحجة :
أن الله أقسم بها جملة في قوله : { والفجر وليال عشر } ، وجمهور المفسرين على أن المراد عشر ذي الحجة .
أنهامن جملة الأربعين التي واعدها الله لموسى عليه السلام { وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة } .
أنه خاتمة أشهر الحج : شوال وذي القعدة وعشر ذي الحجة ، قال الله { الحج أشهر معلومات }..
أنها من الأيام المعلومات التي شرع الله ذكره فيها ، قال تعالى { وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ، ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على مارزقهم من بهيمة الأنعام } ..
أنّ فيها يومي عرفة والنحر وهما من أعظم أيام الإسلام ، وفي الحديث (( أعظم الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم النفر )) [ أحمد و أبو داود ] ..
أنّ أعمال أركان الإسلام الخمسة لا تجتمع إلا فيها . قال ابن حجرٍ : " والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره " .
ومن أنواع العبادات التي يحسن الإكثار منها في هذه الأيام :
ذكر الله عزوجل : في الحديث عند الإمام أحمد : (( مامن أيام أعظم عند الله و لا أحب إليه من العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير و التحميد )) وكان أبو هريرة و ابن عمر يأتيان السوق أيام العشر فيكبران ويكبر الناس معهما ، ولا يأتيان لشيء إلا لذلك ..
قيام الليل : وهو داخل في مطلق العبادة المشروعة في هذا الزمن المبارك ، وكان سعيد بن جبير إذا دخل العشر اجتهد اجتهادا حتى ما يكاد يقدر عليه ..
الأضحية : وهي ما يذبح في أيام النحر تقرباً إلى الله عز وجل وسميت بذلك لأنها تذبح ضحى بعد صلاة العيد ، وهي سنة مشروعة في كل ملة قال الله تعالى : { ولكل أمة جعلنا منسكا ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام } وهي سنة مؤكدة ويكره للقادر أن يدعها لأن الله قرنها بالصلاة في قوله : { فصل لربك وانحر } وذبحها أفضل من التصدق بثمنها ، وقد ضحى صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين أحدهما عن أهل بيته والآخر عمن لم يضح من أمته . وللإنسان أن يضحي عمن شاء من الأحياء والأموات