وصايا من ذهب

{وصــايا مــن ذهــب}

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..


سبحان من خلق البشر من نفس واحدة وجعل منها زوجها ..
سبحان من خلق الحب والود والسكينة بين كل زوجين ....
سبحانك ربي لا إله إلا أنت لا معبود بحق إلا أنت ولو كره الكافرون.....
قد منَّ الله عز وجل عليها بنعم لا تعد ولا تحصى تكرّم بها علينا ومن أعظم هذه النعم "نمعة الزواج" التي سنها الله تعالى بين الخلق قال تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا}
الأعراف189
فلكن أخواتي المسلمات وصايا تكتب بماء الذهب ، قال أبو الدرداء الصحابي الجليل وصية رائعة لزوجة جعلها في أبيات من الشعر قائلاً:

إذا غضبت فرضيني وإذا رأيتك

غضبى راضيتك وإلا مم نصطحب


خذي العفو مني تستديمي مودتي

ولا تنطقي في سورتي حين أغضب


ولا تنقريني نقرك الدف مرة

فإنك لا تدرين كيف المغيّب


ولا تكثر الشكوى فتذهب بالقوى

ويأباك قلبي والقلوب تقلّب!


فإني رأيت الحب في القلب والأذى


إذا اجتمعا لم يلبث الحب يذهب






ولكن أخواتي الحبيبات تلك الدرر التي تلفظت بها أمامة بنت الحارث لابنتها أم إياس بنت عسوف يوم زفافها حيث خلت بابنتها موصية إياها بما يصلح أن يكون دستوراً للحياة الزوجية فقالت :
أي بنية: إنك فارقت الجو الذي منه خرجت وخلفت العش الذي فيه درجت للغافل ومعونة للعاقل.
ولو أن إمرأة استغنت عن الزوج لغنى أبويها وشدة حاجتهما إليها كنت أغنى الناس عنه ولكن النساء للرجال خلقن ولهن خلق الرجال!
أي بنية: إنك فارقت الجو الذي فيه خرجت وخلفت العش الذي فيه درجت إلى وكرٍ لم تعرفيه وقرين لم تألفيه فأصبح بملكه عليك رقيباً ومليكاً فكوني له أمة يكن لكي عبداً وشيكاً واحفظي له خصالاً عشرة تكن لك ذخراً ....



الأولى والثانية : فالخضوع له بالقناعة وحسن السمع له والطاعة.



أما الثالثة والرابعة : فالتفقد لمواضع عينه وأنفه فلا تقع عينه منك على قبيح ولا يشم منك إلا أطيب ريح....

أما الخامسة والسادسة : فالتفقد لوقت منامه وطعامه فإن تواتر الجوع ملهبة وتنقيص النوم مغضبة:

فأما السابعة والثامنة : فالاحتراس بماله والإدعاء على حشمه وعياله وملاك الأمر في المال وحسن التقدير وفي العيال حسن التدبير.
فالتاسعة والعاشرة : فلا تعصين له أمراً ولا تفشين له سراً فإنك إن خالفت أمره أو غرت صدره وإن أفشيت سره لم تأمني غدره ثم إياك والفرح بين يديه إن كان مغتماً والكآبة بين يديه إن كان فرحاً!
" فتحلين أخواتي بهذه الحلي الثمينة عسى تكون حياتكن الزوجية أجمل"

[b]وصلي اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين